shohdaaqad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

shohdaaqad

موقع خاص بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - منطقة شهداء العقاد
 
الرئيسيةمنطقة شهداءالعقأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عدنان
فتحاوي مجتهد
فتحاوي مجتهد
أبو عدنان


المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه   الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه Emptyالجمعة فبراير 22, 2008 11:11 am

الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه Yassier_arafat
بدا ياسر عرفات منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في مطلع 1965 شخصا غامضا، مجهول الهوية، يمسك زمام الأمور بين يديه بإحكام ، ولفترة ليست ببعيدة فإن كثيرا من الفلسطينيين لم يكونوا يعرفون اسمه الحقيقي أو حتى مكان مولده ، اشتهر محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة الحسيني بياسر عرفات منذ فجر الثورة وحتى اليوم .
وعلى الرغم من العمل الطويل للثورة الفلسطينية فإن فك رموز ياسر عرفات الشخصية، ليست بالأمر الهين، فمن يعرفه جيدا قد لا يستطيع البوح بأسراره. سعت "العربية نت" لفك الرموز المحيطة بعرفات، واستنطاق ملامحه الشخصية وتجاربه الذاتية في اطاره كإنسان... وسياسي...وزعيم...وفلسطيني.
والتقت "العربية.نت" يحي رباح، سفير فلسطين في اليمن سابقا، وأحد المقربين من عرفات، الذي رافقه في رحلة النضال منذ فجر الثورة حتى اليو. يقول رباح إن حظه لم يكن عابسا، إذ تعرف على الرئيس عرفات في 1968 في مقر إذاعة صوت العاصفة الناطقة باسم حركة فتح في ذلك الوقت، والتي كان مقرها (4 شارع الشريفين، في مدينة القاهرة) وقد كان هذا المقر أصلا لأول إذاعة مصرية. ويضيف "منذ ذلك الوقت انجذبت إلى هذه الشخصية، وكلما كنت اقترب منه أكثر، كنت اكتشف قوة إضافية وصفة هائلة في هذه الشخصية".
فيما بعد انتقلت إلى العمل في ساحات أخرى –يقول رباح- في الأردن والجزائر وسوريا ولبنان، ثم للعمل في القوات العسكرية للثورة الفلسطينية في العرقوب في جنوب لبنان وشمال سوريا، وخلال عملي في القوات العسكرية ازدادت معرفتي بالرئيس عرفات وازداد التصاقي به، وبعد ذلك عدت مرة أخرى إلى الإعلام وعملت مديرا عاما للإذاعات الفلسطينية، ثم سفيرا لفلسطين في الجمهورية اليمنية.
محاولات الاغتيال
تعرض عرفات طوال مسيرته النضالية إلى العديد من محاولات الاغتيال بلغت أكثر من 13 محاولة اثنتان منها بالسم .ويقول رباح : "ما اعرفه أكثر من 30 محاولة اغتيال.
وفي احد المرات القي القبض على مدير مكتبه اسمه أبو السعيد الذي أخفى السم في جيبه 6 شهور، وكان مطلوب منه أن يضعه في طعام عرفات، وكان هو الرجل الأقرب الذي يشرف على تفاصيل حياته، وكان الموساد الإسرائيلي قد استطاع تجنيده، وان يكلفه بالاغتيال، وقد كانوا يدبرون طرقا للالتقاء بأبي السعيد في الخارج، ومن ثم يأخذونه داخل إسرائيل لتدريبه على المهام التي يقوم بها، وبقي الجاسوس الخطير في صراع بينه وبين نفسه لمدة 6 شهور إلى أن انكشف أمر صلاته بالمخابرات اللبنانية، وكانت إسرائيل تأمر جواسيسها دائما بان يتغطوا بالعمل مع جهاز مخابرات عربي لأنهم يعرفون أننا حينما نلقي القبض على جاسوس عربي، فان ذلك يثير حساسية معنا تدفع بعدم إعدامه، ولكن اتضح فيما بعد انه له أيضا علاقة بالمخابرات الإسرائيلية وكان مكلفا باغتيال عرفات بالسم، وتم إعدامه في مقر قيادة ثكنة الـ17 في بيروت.
ولكن هناك عشرات محاولات الاغتيال للرئيس عرفات بالسم أو بالقصف، وأصبح عرفات في حصار بيروت لا يستطيع التحرك في الأيام الأخيرة، فما أن يخرج من بناية حتى تكون قد جاءت الإخباريات وتقصف تلك البنايات التي كان يقضي فيها يوما أو بعض يوم، وكانوا يبحثون عنه بالطائرات لكي يغتالوه، أيضا عاش عرفات فترات صعبة في حياته نتيجة المعلومات التي كانت تؤكد له انه ملاحق بالاغتيال.
ففي سنة من السنوات قضى بضعة شهور يأخذ طعامه وماءه معه عندما يسافر إلى دول بعينها، مدعيا انه يمر بحالة صحية معينة وان الأطباء وصفوا له هذا الطعام وهذا الشراب، حتى لا يضطر أن يأكل من طعام تلك الدول التي يزورها لأنه كان لديه معلومات انه مدرج على قائمة الاغتيال، وكان عندما يأوي إلى النوم بعد أكثر من 20 ساعة من العمل يعلم أن رأسه موضوع على مخدة من المتفجرات، لا يعرف إذا كانت ستنفجر الآن أم لا، وعاش كل حياته على جناح وتوقعات الخطر".
ذاكرة حديدية
ويرصد رباح مزايا عرفات التي يصفها بالخارقة إذ عرف عنه القدرة الفائقة على العمل والحركة المستمرة بحيث انه كان دائما يعمل أكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد، وتمتعه بذاكرة خرافية تحفظ ملايين من التفاصيل وأسماء الناس، وكان لا ينسى وجها رآه على الإطلاق.
ويشير رباح إلى جوانب أخرى في شخصية عرفات تتمثل بطاقة الإيمان والشجاعة الهائلة التي يمتلكها، يستذكر رباح عن الفترة التي كان يعمل خلالها في قواته العسكرية في جنوب لبنان مفوضا سياسيا للقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية في جنوب لبنان "كان الرئيس عرفات يأتي لزيارتنا بشكل مفاجئ أثناء المعارك بيننا وبين القوات الإسرائيلية في بعض المناطق، وكنا نرجوه حرصا على سلامته أن لا يصل إلى الخطوط الأولى ومواقع الاشتباك، ونقول له أننا سنضعك في الصورة وعلى تفاصيل العمليات، لكنه كان يرفض ذلك رفضا شديدا، ويذهب إلى موقع كل معركة والى كل مكان تدور فيه الاشتباكات بنفسه".
ويستذكر رباح كذلك المعارك التي كانت تدور في النبطية عام 1979 أن موكب عرفات وصل عن طريق الزهراني النبطية، بينما كان في انتظاره الحاج إسماعيل جبر على الطريق، وكان الحاج إسماعيل في ذلك الوقت قائدا للقوات المشتركة في جنوب لبنان، وقلنا له إن قصف الطائرات الإسرائيلية والمدفعية الإسرائيلية على موقعنا كثيف جدا، نرجوك أن لا تذهب إلى النبطية، لكنه أصر، وعدنا نحن معه مرة أخرى إلى موقع المعركة، وفي ذلك اليوم أصيب بشظايا صغيرة في وجهه ويديه نتيجة القصف، ولأن الإسرائيليين تمكنوا من مراقبة موكبه وهو يتقدم باتجاه الموقع ، اضطررنا تحت كثافة القصف أن نوجه موكبه في اتجاه ، وأخذناه نحن في سياراتنا باتجاه .
ويستذكر رباح أيضا أن عرفات خلال عملية ما تسمى عملية الليطاني عام 78 -الاجتياح الإسرائيلي المحدود لمناطق من جنوب لبنان - كان يصل إلى أقصى خطوط الاشتباك، "وفي احدى المرات رأينا الأخ أبو جهاد والأخ أبو الوليد يحاولان معه مغادرة النقطة التي يقف فيها لأنه كان عرضة لأكثر درجات الخطر، حيث كان يقف على جسر القاسمية على مداخل مدينة صور الذي يعتبر آخر نقطة للاقتراب من القوات الإسرائيلية، وبصعوبة بالغة تدخلنا برجائنا الشديد إلى أن تمكن من مغادرة هذا المكان بعد أن وعدناه أن نقوم بتنفيذ كافة التعليمات التي أصدرها إلينا".
كان عرفات دائما وفقا لرباح يجسد القول التاريخي لكل زعيم كبير (اتبعوني) ولا يقول اذهبوا وإنما يقول اتبعوني أنا ذاهب أمامكم، وفعلا كان من خلال زيارته لأشد المواقع خطورة يعطي مثلا ونموذجا لآلاف من المقاتلين الذين جاؤوا طوعا وتركوا قراهم وبلادهم وإعمالهم وجامعاتهم، وكانوا دائما بحاجة إلى زعيم يعطيهم هذا الإلهام وهذه القوة المعنوية".
فراسة نادرة
وإلى جانب حرص عرفات على تقدم مواقع القتال ومتابعة مجريات المعارك من داخل الميدان، فقد تمتع بحدس قوي وفراسة نادرة. وكما يقول رباح فإن عرفات يملك هذا الحدس الشديد سواء الأمني أو الحدث، ويستذكر رباح انه قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 "زارنا عرفات في الجنوب، وذهبنا معه إلى صور، حيث أصر على الالتقاء مع عدد كبير جدا من الكوادر من الذين هم على رأس قواتهم وكتائبهم، وأصر على أن يتصور معنا جميعا صورا جماعية وفردية قائلا: لا احد يعرف إذا كان أصحاب هذه الصور سيلتقون ثانية أم لا".
ويتابع رباح "العجيب انه بعد قرابة 3 شهور وقع الاجتياح الإسرائيلي الكبير للبنان، وحصار بيروت واجتياحها، واستشهد عشرات من الذين كانوا في تلك الصور معه الرئيس، وتفرقت بهم السبل وكانت نبوءاته صادقة ودقيقة جدا"
كانت لعرفات قراءة واسعة ودقيقة جدا للأوضاع السياسية وكثيرا ما كان يحدثنا –يواصل رباح- في جلساته معنا ما الذي سيجري من أحداث، وكنا نحن نستغرب، ولكن التجارب أثبتت على الدوام صدق تقديراته نتيجة الذكاء الشديد ، والقدرة على المتابعة التفصيلية لانغماسه الكلي في عمله.
في سفوح جبل الشيخ
كان عرفات يؤمن أن الاتصال المباشر هو أفضل الطرق لتوصيل الرسالة واستقراء الأوضاع وكما يقول رباح فإن عرفات يكاد يكون المبتدع الأول والاهم لنظرية الاتصال المباشر؛ لانه كان يعرف أن مشكلة الشعب الفلسطيني وعقدته الرئيسة هي في الشتات الواسع على مدار الكون، وكان عبر نظرية الاتصال المباشر يسعى دائما لان يكون على صلة مع هذا الشتات ، وكان حين يذهب إلى بنغلادش أو الهند أو دول أمريكا اللاتينية يحرص على أن يرى الفلسطينيين هناك حتى لو كانوا على أصابع اليد الواحدة ، حتى أنه كان يصر على أن يذهب إلى المواقع التي يصعب الوصول إليها.
فكان على سبيل المثال كلما أتى لزيارتنا في جنوب لبنان في قاطع النبطية يصر على أن يذهب إلى قلعة الشقيف، وكان يصعد على قمة القلعة التي يصعد إليها الشباب بالكاد، لكي يسلم على المقاتلين الموجودون في مواقعهم وخنادقهم، وكانت أيضا لدينا مواقع صعبة جدا بالغة الصعوبة في السفوح الغربية لجبل الشيخ، في رويسات العلم وغيرها، وكان يصر على أن يصل إلى أولئك المقاتلين الموجودين في المواقع، حتى في فصل الشتاء حين كانت الثلوج متراكمة.
"وكان أيضا على صلة شديدة بالآلاف من هؤلاء المقاتلين الذين يعملون تحت قيادته، كان يتابع صحتهم وأخبار عائلاتهم، ويسال عن أولادهم إذا كانوا يعانون من بعض المشاكل المرضية أو غير ذلك".
شديد الاعتزاز بشعبه
كان لدى الرئيس عرفات كما يصفه رباح اعتداد وثقة كبيرة جدا بالشعب الفلسطيني والانسان الفلسطيني، ويفتخر دائما حين يقارن أعداد الحاصلين من الفلسطينيين على شهادات عليا بمن حصلوا عليها في إسرائيل أو دول أخرى، ويشعرنا بالتفوق، وكان عندما يجد أديبا فلسطينيا له كتاب شهير أو ديوان شهير يأخذ نسخا منه ويوزعه على الآخرين في زياراته لهم حتى لو كانوا رؤساء أو ملوكا أو أمراء، ويسعد لان يقدم لهم كتاب الشاعر الفلاني أو رواية هذا الأديب الفلاني، وكان اعتزازه بكل إبداع فلسطيني وكل نبوغ فلسطيني لا حدود له، ويفخر دائما بأن يأخذ بعض هؤلاء النابغين الفلسطينيين معه في طائرته لكي يقدمهم إلى شخصيات أخرى في العالم.
تقشف ممزوج برقة في الطباع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عدنان
فتحاوي مجتهد
فتحاوي مجتهد
أبو عدنان


المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه   الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه Emptyالجمعة فبراير 22, 2008 11:11 am

يكاد عرفات يكون متقشفا في حياته الشخصية إلى أقصى الحدود كما يقول رباح، وقد فرض شروطا قاسية على حياته. كان لفترات طويلة من الزمن يرتدي بعض قطع الملابس التي أخذها من زملائه الشهداء في اللجنة المركزية، "وكان يقول لنا هذا السروال الذي ألبسه، سروال الشهيد أبو صبري، أو أن هذا القميص أخذته من فلان الفلاني، وكان في بعض الأحيان إذا تمزقت بعض ملابسه يحيكها بنفسه ويصلح أزرارها، وكان دائما معه عدة الخياطة في حقيبة أدواته الخاصة المليئة بكمية متنوعة من الحبوب والأدوية التي يعالج بها نفسه".
ومراعاة لصحته ووزنه وكي يتمكن دائما من أن يكون في اللياقة الملائمة، كان يعيش تحت نظام غذائي قاس، في بعض الأحيان كان لا يأكل سوى بضع جرامات في اليوم الواحد ويعرف كل من تناول الغذاء أو العشاء أو الإفطار معه أن من بين عاداته الثابتة انه يطعم جميع الجالسين حوله من الطبق الذي أمامه، ويناولهم الطعام بيده، ويجعلهم يشعرون بالقرب الشديد منه بحسب رباح.
و"كان لعرفات نقطة ضعف خاصة جدا تجاه الأطفال، فلم يكن يتوانى حتى ونحن في اشد الضائقات المالية عن تقديم المساعدات لعلاج الأطفال مهما كانت التكاليف باهظة ، وكان يقول أن هؤلاء الأطفال لهم الأولوية ، حتى عندما كنا كمنظمة أو كثورة فلسطينية نمر بضائقات مالية كان لا يتخلى عن هذا الدور وينفذه رغم بعض الاحتجاجات" طبقا لما قال رباح.
ولم يفرط عرفات على الإطلاق بعائلات أعدائه وخصومه، الذين تمردوا عليه وانقلبوا عليه ووجهوا له الأذى والإهانات، ويقول عن ذلك "هم شيء وأولادهم وعائلاتهم شيء آخر"، ويستمر في صرف مستحقات تلك العائلات ، ويقدم المساعدات ، أو يسال عن أحوالهم ، و"لا تنسى أن ياسر عرفات ابتدع قانونا إنسانيا مثيرا للاعتزاز والافتخار ، وهو انه ظل يصرف مستحقات ومخصصات عائلات الجواسيس، كان يقول أن هؤلاء الأولاد لا يجب أن يتحملوا أوزار آبائهم".
حرب أكتوبر
كانت لعرفات لديه رؤى تعتبر خارقة، فبعد نكسة 67 حين حلت بالعرب تلك الهزيمة المجلجلة جاءه بعض قادة الفصائل الفلسطينية وطلبوا منه إلغاء الثورة وقالوا: إذا كانت الدول العربية القوية قد احتلت في بضع ساعات فماذا سنفعل نحن كمناضلين صغار بأسلحة بالكاد احدنا يملك بارودة فردية صغيرة. لكنه اخذ قرارا باستمرار الثورة وثبت أن ذلك القرار باستمرار الثورة رغم فداحة الخسائر هو الذي أعاد الحياة ليس فقط للقضية الفلسطينية بل حرض الأمة العربية على اتخاذ قرار حرب الاستنزاف وإزالة آثار العدوان التي تجسد في انتصار حرب أكتوبر عام 1973.
بعد الهزيمة الكارثية التي حلت بالعرب عام 67 –يستذكر رباح- حين احتلت إسرائيل في بضع ساعات لضفة الغربية وقطاع غزة والجولان والحمة السورية وصحراء سيناء، صار هناك نوع من انهيار الثقة بالنفس التي سادت العالم العربي، وكان مجرد لبس الزي العسكري يعتبر مهانة في العالم العربي، وكان المواطنون يتندرون بالدعابات القاسية عندما يرون ضابطا يلبس بزته العسكرية ويضع الرتب على أكتافه، كانوا يسلخونه بالسنة حداد نتيجة حالة اليائس والإحباط".
وفي هذه المرحلة، لا أحد يستطيع إلا أن يقر ويعترف بأن الذي قاد عملية النهوض المعنوي في هذه الأمة، هو رجل اسمه ياسر عرفات، أصر أن يلبس زيه العسكري، وأن يتحرك في دمشق وبيروت بسيارته "الفولوكس فاجن" المموهة والمرقطة بالطين، حتى أن قيادة الأركان في البلدين في ذلك الوقت طلبت منه أن يتخلى عن الزي العسكري، وأنه لا داعي لتمويه السيارة تمويها عسكريا، لأن الحالة المعنوية كانت في الحضيض، إلا أنه أصر على ذلك وشكل بذلك رافعة معنوية.
وفي أعقاب النكسة أيضا، قال موشيه دايان قولته المشهورة: " إنني جالس بجوار هاتف منزلي انتظر من القادة العرب إعلان الاستسلام"، لكن ردا على هذا الانتظار بدأ عرفات بهؤلاء الفدائيين البسطاء ذوي التجهيزات البسيطة حرب استنزاف ضد إسرائيل، وجعلها لا تستمع بالنصر ولا تشعر بالراحة والطمأنينة، وبدأ ببناء القواعد العسكرية على طول خط نهر الأردن في القاطع الشمالي في الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية التي انتشر فيها الفدائيون، وقاموا بعمليات كثيرة في اليوم الواحد في العمق الإسرائيلي وعلى الحدود، وعمليات قصف بما توفر لديهم، وعمليات بـ"الآر. بي.جي" وكل أنواع الأسلحة التي كانوا يمتلكونها.
نشر عرفات هذه القواعد في الجولان، وبدأ عبر ممر جبل الشيخ ينشر بعض بدايات هذه القواعد في لبنان في منطقة العرقوب، وفي بقية مناطق الجنوب اللبناني، وهذا يؤكد بالدليل القاطع على أن أول من قام بعمليات حرب الاستنزاف ضد إسرائيل وجعل إسرائيل لا تشعر بالراحة والطمأنينة للانتصار التي حققته عام 67 هو ياسر عرفات، وكان هذا هو المدخل للجيوش العربية لأن تحذو حذوه.
من هنا بدأت فكرة حرب الاستنزاف التي تبناها جمال عبد الناصر، والقيادة السورية، ومعروف أن المصريين أنفسهم قاموا بتكوين منظمة "سيناء العربية" على حد قول رباح، وقاموا بعد ذلك بعمليات في سيناء، وتواصلت وهذه الحرب حتى أعيد على ضوئها بناء الجيش المصري الذي حقق انتصار عام73".
عرفات في القرارات الصعبة
اتخذ ياسر عرفات قرارا يتجاوز المقاييس العسكرية والموضوعية المعروفة للبشر حين قرر خوض معارك الكرامة في (21-3-1968) وكان يرى الفرق المدرعة الإسرائيلية تتقدم على هذه المجموعة القليلة من الفدائيين الذين كانوا يملكون رشاش دوشكا واحد فقط في الكرامة في غور الأردن، وهو يعرف أن موازين القوى مختلة بشكل صاخب، ولكنه أصر على أن يأخذ قرارا بخوض المعركة، وكان من بين الذين عارضوا ذلك القرار بشدة وانسحبوا احمد جبريل.
"وقعت المعركة وانتصرنا فيها وكانت هي الفعل الأول الذي أعاد الثقة للأمة العربية بأنها قادرة على الانتصار بعد 9 أشهر من الهزيمة المدوية في عام 67، وكانت أول انتصار عربي اثبت للأمة العربية أنها فعلا قادرة أن تتحمل فداحة الجرح وان تصنع الانتصار من جديد" كما يشير رباح.
عرفات الدكتاتور
ورغم أن الكثيرين من الذين عملوا مع عرفات ، وكانوا على اتصال مباشر معه يؤكدون أنه كان يمسك بخيوط اللعبة وأن أحدا لم يكن يملك أي قرار ، لدرجة وصفه بالدكتاتور، وأن من يتخذ القرار هو فقط ياسر عرفات ، وأن أي تفويض باتخاذ قرار لأي شخص لابد أن يكون بأمره ، إلا أن رباح يؤكد من جانبه أن عرفات لم يكن فرديا في قراراته .ويقول رباح "الرئيس عرفات كان يعمل على الأقل 20 ساعة يوميا ، وقد قضى معظم عمره ليس له عائلة ، فلم يكن له زوجة ولا أولاد ولا بيت بمعنى البيت ، فلم يكن هناك شيء يشغله على الإطلاق عن العمل ، لذلك كان متفرغا لهذه القضية ولأعبائها".
عرفات كان قادرا أن يكون الملهم وان يصنع من حوله إجماعا لايتوفر لأشخاص أو إطارات أخرى، لذلك كان من يقبلون به لا يقبلون بغيره بسهولة، لأنهم يرونه طوال اليوم والنهار يعمل من اجل هذه القضية، لا يملك شيئا سواها، وعندما تفرغ للعمل بشكل نهائي لهذه القضية كان لديه شركتي مقاولات في الكويت، ترك كل ذلك وجاء لكي يرتدي البزة العسكرية ويضع مسدسه على وسطه الذي لا يفارقه لآخر لحظة، لذلك كان وجوده ضروريا وملحا، وهذا لا يعني أنه لم يعط صلاحيات لأحد، على العكس، كان عرفات يدفعنا دفعا إلى أن نأخذ صلاحيات، وكان يكبرنا ويعطي إضاءة ويسلط هذا "البروجكتور"على أشخاصنا لكي نقوم بالأعباء المكلفين بها ، فقد أرسلنا سفراء ولم يكن احدنا قد قرأ ولو صفحة واحدة عن أصول الدبلوماسية ، ولكنه بالثقة والمتابعة أقنعنا ودب فينا روح المعنوية أننا نصلح أن نكون سفراء رائعين.
قوة شخصية عرفات لا تعني انه كان شخصا فرديا، على العكس كان هو الذي يشجعنا على الاختلاف معه –يقول رباح- وكان يفرح بنا حين نختلف معه، وكان يرعى هذه الخلافات لان هناك طبعا فرقا بين الخلافات في الرأي وبين الخروج من البيت الفلسطيني، فهو صاحب شعار فتح العظيم "دع ألف زهرة تتفتح في البستان الفلسطيني" وكان يسعى دائما إلى أن تتفتح الزهور في الحديقة الفلسطينية وألا تغادرها وتذهب إلى حدائق أخرى".
إعلامي من الطراز الأول
وعلى الرغم من أن عرفات لم يكن خطيبا بليغا، إلا أنه كان يمتلك قلوب مستمعيه بكلمات بسيطة، وشعارات استمدها من وحي الثورة الفلسطينية ومراحل تكوينها، كما كان يستدل في كثير من خطاباته المرتجلة بأحاديث نبوية محددة "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ..." ، وآيات محددة من القرآن الكريم :"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" .
وكان عرفات مع كل هذا إعلاميا بارزا، تجلى حسن استخدامه للإعلام من خلال استقطاب عدد كبير من مراسلي وسائل الإعلام. يقول رباح : "عرفات رجل موهوب في الدعوة إلى الفكرة التي يريدها ، وبالتالي كان لديه باع طويل وصداقات واسعة النطاق على الصعيد الإعلامي العربي والدولي ، وقبل أن تعلن فتح عن نفسها في 1-1-65 ، قام عرفات بأعاجيب على الصعيد الإعلامي ، وعلى سبيل المثال ، في احد مهرجانات الشباب لم يكن هناك شيء اسمه فلسطين ، وبالتالي لم يكن هناك دعوة لفلسطين حتى تشارك في هذا المهرجان الذي كان في دولة أوروبية ، فذهب عرفات وتسلل من بين أسلاك وسياج الملعب الكبير الذي يجري فيه العرض ، وفوجئ به الجميع وهو يقف بين الطوابير التي تسير وهو يحمل العلم الفلسطيني ، وكان من الصعب جدا بعد أن التقطت تلك الصورة أن يخرجه من هذا الاستعراض" .
"كما أن عرفات ذهب لزيارة كثير من دول العالم أهمها الصين والتقى مع " ماوتسيتونغ" دون أن يكون رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولا رئيسا لفلسطين، ولا حتى كرئيس لفتح ، ذهب وهو ما زال يعد الفكرة" .
"كما التقى عرفات وهو على رأس فرع رابطة اتحاد طلاب فلسطين في القاهرة مع العديد من الرؤساء، وشرح لهم هذه القضية ، وكانت قدرته على الدعوة لقضيته وخلق إعلام حيوي ومستمر موهبة فذة" .
سها الطويل في حياة الرئيس
كان عرفات قد عزف عن الزواج بسبب إنشغاله في القضية الفلسطينية، لكن تغيرا مفاجئا طرأ على حياته الخاصة حينما قرر الزواج قبل قيام السلطة بفترة وجيزة، وكان لهذا الزواج دلالات تحدث عنها رباح بقوله : "عندما تبلورت الأمور وصار مؤتمر مدريد، قرر الرئيس عرفات الزواج ، ووجد فرصة أن يقدم نفسه أيضا ليس فقط الرئيس المناضل، وإنما الرئيس المناضل الزوج والأب ورب العائلة ، وقد اختار سها الطويل التي كانت مستشارته الاقتصادية ، وهي متعلمة ، ولم تكن صغيرة جدا ، ولم يتزوج فتاة عمرها 16 سنة ، بل كانت سيدة ناضجة ، وخريجة ومؤهلة ، وقرر أن يقدم هذا الوجه من وجوهه المتعددة ، وكان هذا شيئا حسنا ، وفي المقابل لم يضر به احدا على الإطلاق ، وهو حقه حق طبيعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد القائد ياسر عرفات: 30 محاولة اغتيال أخطرها تجنيد الموساد لـ"مدير مكتبه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
shohdaaqad :: القسم الخاص :: القائد الخالد ياسر عرفات-
انتقل الى: