كشفت مصادر فلسطينية مطلعة في القاهرة كثيرا من تفاصيل قضية الطبيب الفلسطيني و الممرضات البلغاريات الاربع اللواتي افرجت عنهن ليبيا في يوليو الماضي بعد ثماني سنوات من الاعتقال بتهمة حقن اكثر من 40 طفل بدم ملوث بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) .
وقال المصدر – وهو قيادي في حركة فتح طلب عدم اسمه – لمراسل الحقيقة الدولية في القاهرة ان الوسيط الرئيسي في هذه القضية كان وزير الشؤون المدينة السابق محمد دحلان وانه بدا هذه الوساطة للصداقة الوطيدة التي تربط دحلان بسيف الاسلام القذافي النجل الاكبر للزعيم الليبي مضيفا ان دحلان نجح بالفعل في تخفيف حكم الاعدام بحق الممرضات الاربع والطبيب الالفلسطيني الي السجن المؤبد.
وقال ان دحلان نجح في فتح قناة اتصال مباشرة بين الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس البلغاري جورجي برفانوف الذي طلب من دحلان العمل علي ترتيب لقاء بينه وبين القذافي قبل الانتخابات الرئاسية في بلغاريا وهو ما حدث بالفعل لكن المفاوضات الليبية البلغارية اصطدمت بالمطالب الليبية بتعويض اسر الضحايا وهو ما رفضته بلغاريا ومن ورائها الاتحاد الاوروبي وعرضا علي ليبيا بدلا من ذلك تحمل نفقات علاج هؤلاء الاطفال .
واضاف المصدر ان قضية الممرضات البلغاريات دخلت مرحلة حاسمة عندما دخلت قطر على خط الوساطة وذلك عندما عرض اميرها حمد بن خليفة ال ثان على الرئيس الفرنسي نيكولا شاركوزي دفع مبلغ التعويضات وانهاء هذه القضية وتم تحديد المبلغ من جانب ليبيا بـ 340 مليون دولار .
ويشير المصدر الي ان دور محمد دحلان لم ينته رغم الوساطة القطرية فمن خلال علاقاته مع السلطات البلغارية تم منح الطبيب الفلسطيني الجنسية البلغارية قبيل انتهاء هذه الازمة وذلك ضمانا لترحيلة مع الممرضات الي بلغاريا علي نفس الطائرة الفرنسية التي نقلتهن الي بلغاريا بصحبة سيسليا ساركوزي الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي .
واوضح المصدر ان السلطات الليبية وافقت على اتمام هذه الصفقة بشرط ان يتم الاعلان عن ان مؤسسة القذافي الخيرية هي التي تكفلت بدفع التعويضات لاسر الضحايا . كما اشترطت ليبيا للافراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني وصول قيمة التعويضات كاملة من قطر الامر الذي تسبب في بقاء الطائرة الفرنسية علي ارض المطار لمدة ثماني ساعات كاملة وعلى متنها زوجة الرئيس الفرنسي انتظارا لوصول المبلغ بطائرة خاصة من قطر ولم تغادر المطار الا بعد ان تاكد المسؤولين الليبيين من وجود المبلغ كاملا علي متن الطائرة القطرية .