الحكومة المقالة تعرض اعترافات من وصفتهم بالمتورطين في مخطط اغتيال هنية وشخصيات حمساوية

القاتل سعيد صيام (أرشيف)

خان يونس -منطقة شهداء العقاد - فيما عرضت الحكومة المقالة في غزة اليوم تسجيلا لاعترافات قالت انها لاشخاص تورطوا في محاولة لاغتيال رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية, بتوجيه من قيادات في رام الله, رفضت الرئاسة الفلسطينية هذه الاتهامات ووصفتها بالاكاذيب الرخيصة.

وتم عرض "الاعترافات" في مؤتمر صحافي عقده سعيد صيام وزير الداخلية السابق في الحكومة العاشرة, حيث ظهر عشرة اشخاص من اعمار مختلفة, وادلوا باعترافات مفصلة عن تورطهم في مخطط اغتيال هنية وشخصيات من الحكومة المقالة وحركة حماس.

واتهم صيام شخصيات سياسية وأمنية ذات مستويات عليا بالسلطة الوطنية في رام الله وخارج فلسطين من بينها الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية بالوقوف وراء هذه المحاولات، مشيراً إلى انه تم تقديم اعترافات المتهمين لعشرات الدول والجهات المعنية.

ومن بين الشخصيات التي اشير اليها باصبع الاتهام صراحة العقيد السابق بالأمن الوقائي نبيل طموس الذي وصفه صيام ايضا برئيس ما كان يسمى "بفرقة الموت", والذي- حسب اقوال صيام- يقف وراء هذه محاولات اغتيال هنية والتفجيرات, وهو متواجد منذ عدة أشهر بالأراضي المصرية.

وأشار وزير الداخلة السابق إلى انه تم تسليم ملف المواطن احمد منصور دغمش – الذي تتهمه الحكومة المقالة عن عدد من التفجيرات بغزة- واتصالاته ورسائله الخاصة إلى الحكومة المصرية، حيث قال صيام: "ان دغمش مسؤول عن تشكيل مجموعات للعمل ضد حركة حماس" كاشفاً عن تقديم الحكومة المقالة أدلتها ضد دغمش إلى القضاء الفلسطيني في غزة للنظر فيها والتعامل معها بكل جدية.

واكد صيام ان الشرطة التابعة للحكومة المقالة تمكنت مؤخراً من اعتقال اثنين من المتهمين بالتخطيط لاغتيال هنية أثناء محاولة أحدهما الهرب من قطاع غزة.

وقال: "نحن هنا امام حقائق وليس أكذوبة وليس مثل ما قيل عنه محاولة اغتيال الرئيس أبو مازن التي طاف بها الشرق والغرب في اتهام حماس لاغتياله دون أي حقائق ودلائل (..) نحن اليوم أمام حقائق وليس أمام مؤامرة او كتابة بيانات لتلاوتها".

وتابع قائلاً: "إن نجاح عدد من المجرمين بالفرار والاختفاء لن يحميهم من الملاحقة القضائية، إذ أن الجرائم لا تسقط بالتقادم وسيتم وضع الملف بين يدي القضاء ليقول كلمته ولتأخذ العدالة مجراها".

وأضاف صيام "لقد استغل هؤلاء المجرمون حاجة المواطنين للقمة العيش ورواتبهم فاستخدموها وسيلة للابتزاز وارتكاب جرائم يندى لها الجبين".

ودعا صيام المسؤولين في رام الله "أن يعودوا إلى رشدهم ويوقفوا الانقلاب الأسود على القانون والشرعية", مضيفاً "إن اللغة الوحيدة للتخاطب هي الحوار وليست لغة الدماء".

وأكد أنه سيتم ملاحقة كل المطلوبين الهاربين سواء كانوا بالقطاع أم خارجه، مشدداً على أنه سيتم تقديم مذكرات اعتقال بحقهم وتسليمها في أي مكان يتواجدوا فيه خارج قطاع غزة.

وأضاف "نحن كحركة حماس وكحكومة شرعية في غزة أعلنا مراراً وتكراراً أننا مع الحوار ولا سبيل سوى الحوار؛ لكن هذه الجريمة وبهذا الحجم لا يمكن السكوت عنها بأي طريقة من الطرق، وهؤلاء لا يريدون حواراً، بل يريدون حرف بوصلة الشعب الفلسطيني وتأجيج حرب فلسطينية حقيقية عندما يتم التخطيط لاغتيال شخصية بوزن شخصية رئيس الوزراء إسماعيل هنية".

وفي وقت لاحق عرضت فضائية "الاقصى" التابعة لحركة حماس فيلما أعدته وزارة الداخلية والأمن الوطني في الحكومة المقالة، يظهر تفاصيل اعترافات المتهمين.

وشدد صيام على أن المتهمين لم يتعرضوا لأي نوع من التعذيب أو الضغط النفسي، موضحاً أن الوزارة ستقوم بالسماح لبعض الصحفيين ومؤسسات حقوق الإنسان وأهالي المتهمين بالالتقاء بهم.

وبين صيام أن الأحكام تقتضي تحويلهم إلى النيابة العامة والقضاء وبعد ذلك هي صاحبة السلطة والشأن لها مطلق السيادة أن تحاسب وتحاكم هؤلاء على حسب جرائمهم- كما قال.

وتابع: "الحديث عن إعادة اللحمة لا يعني أن يتم العفو عن قاتل أو مخطط لقتل، ولكن في كل الأحوال نحن أمام واقعة حقيقية وجريمة نكراء خطط لها أعلى سلطة وضد شخصية تعتبر الآن ليست شخصية محلية إنما شخصية إسلامية عربية وعالمية، ففي الوقت الذي يهدد الاحتلال فيه باغتياله تقوم هذه المجموعات بالتمثيل نيابةً عنه وإراحةً للاحتلال عن هذه المهمة القذرة".

رد الرئاسة
________

ورداً على ما جاء من اتهامات اطلقتها حركة حماس, علق الناطق الرسمي بلسان الرئاسة بالبيان التالي:

"درجت حركة حماس على اختلاق وتلفيق روايات وقصص من النوع الرخيص كان آخرها ما أعلنه المدعو سعيد صيام في مؤتمر صحفي عقده في غزة صباح اليوم عن مسرحية هزلية يزعم فيها بعض من لقنوا ما يقولون أن أمين عام الرئاسة ومدير عام المخابرات وبعض الكوادر قد أعدو وخططوا لاغتيال إسماعيل هنية وادعوا بوجود اتصالات ورسائل ووعودات".

وأضاف الناطق "إن حركة حماس التي درجت على ترداد وإختلاق الأكاذيب ومحاولة إثباتها بكل الوسائل والطرق حتى ولو كانت هذه الوسائل هي التعذيب والتنكيل، إن هذه الحركة قد فقدت مصداقيتها بشكل كامل منذ أن ولغت في الدم الفلسطيني وتعدت على كل المحرمات والقيم الوطنية، ولن تجدي هذه الأكاذيب في إقناع أحد بل تزيد القلوب إطمئناناً على أن حركة حماس ليست خارجة عن القانون فحسب بل هي حركة خارجة عن كل القيم والتقاليد والأعراف".

وأكد الناطق الرسمي على "أن الرئاسة لديها ما تهتم به من القضايا التي تشغلها ليل نهار لتوفير مستلزمات حياة شعبنا وفك الحصار والعزلة عنه وهي أهم بكثير من مثل هذه المحاولات الرخيصة والتافهة".