shohdaaqad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

shohdaaqad

موقع خاص بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - منطقة شهداء العقاد
 
الرئيسيةمنطقة شهداءالعقأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حركة فتح ومسالة الديانة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شهداء العقاد
فتحاوي نصير
فتحاوي نصير
شهداء العقاد


المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

حركة فتح ومسالة الديانة Empty
مُساهمةموضوع: حركة فتح ومسالة الديانة   حركة فتح ومسالة الديانة Emptyالسبت فبراير 16, 2008 1:10 am

حركة فتح ومسالة الديانة
لم يكن أحد يستطيع أن يثير زوبعة من الغبار حول مدى تمسك أي من أفراد الشعب الفلسطيني بخياراته الدينية في خضم عنفوان الثورة وممارستها الكفاح المسلح وحرب الشعب، إنما في هذا الزمن، زمن افتقاد الرؤيا والفهم السياسي و زمن عدم القدرة على التعامل مع المعادلات بدقة وزمن احتكار الصواب وتسييس الفهم الديني ضمن قبضة الحزبية وفوضى الفهم، أصبحت المسألة تطرق بقوة في إثر كل خلاف سياسي لا ديني -حيث لا خلاف ديني أصلا في فلسطين- ما جعل من ممارسة المواطن العادي لحقه بأن يختار انتماءه السياسي يضعه في دائرة الشك الديني و موضع اتهام من قبل المتشددين من التنظيمات التي تطلق على نفسها مسمى إسلامية.
ولم يكن لأحد أن يشير بأصبع الاتهام نحو هذا الشخص أو ذاك متهما إياه بالتدين من عدمه أو بالأيمان أو الكفر أو بان دينه سكر ثقيل أو سكر خفيف استنادا لانتمائه السياسي إلا في ظل حكومة حماس للأسف الشديد .
لقد ارتبط المسار الديني للإنسان الفلسطيني بطبيعة هذا الشعب المرتكزة على قيم المحافظة مع الانفتاح والصبر مع المقاومة والثبات مع المرونة والتدين مع التسامح , والتمسك بالرأي مع احترام الرأي الأخر وبناء عليه لم تظهر علامات استغلال الدين من قبل فئة أو حزب ضد فئة أو حزب أو تنظيم إلا مؤخرا , وبكل وضوح مع نمو حركة ( حماس ) ومحاولتها كسر قيم
الشعب الفلسطيني.
جاءت حركة فتح وتواصلت ممثلة لقيم الشعب الفلسطيني لأنها من رحم هذه الشعب انطلقت، ومن رحم الحضارة العربية الإسلامية باغناءاتها المسيحية الشرقية أشرقت شمسها ولم تجد نفسها في مواجهة حادة وشاملة مع التهم الدينية إلا في هذا الزمان الذي تراجعت فيه القضية السياسية وسط سيوف التشهير والاتهام لقطع رقبة فتح بعد أن تراءى للبعض أنها تتهاوى.
عن حركة فتح والمسألة الدينية والإسلام نقدم هذه الورقة عسى أن تكون كافية وتخرس الألسنة الحداد التي تغمز من قناة الدين والقيم في الحركة , وتعيد المسألة لوضعها الحقيقي وهي: من الأقدر على رعاية مصالح الناس وتقديم الحلول، ومن هو الذي يمتلك الرؤيا التي تحق أهدافها الوطنية بلا تطرف أو تشهير أو اتهام أو شطط .
فتح والعبادات :
عندما دخلت إلى غرفة الرئيس عرفات في ضيافة إحدى الدول العربية في العام 1984 وكنت طالبا في السنة الجامعية الأولى , كان مفتاح دخولي إليه هو الأخ والصديق والقائد اللواء محمود الناطور ( أبو الطيب ) القائد السابق لقوات ال17 ذات المآثر على الساحة اللبنانية وفي الوطن .
كان الانطباع الأول إنني لم أعرف الشخص حاسر الرأس الذي يلبس الملابس الخفيفة , ضئيل الجسد , الذي وضع سجادة الصلاة وبدأ يصلي فقلت للأخ أبو الطيب من هذا الرجل : فغطى ضحكته بيده وقال هذا أبو عمار .
كانت السمة المميزة التي ظهرت لتلك للشخصية الفذة ذات العنفوان والسطوة آنذاك , أو في تلك المقابلة المصادفة هي أن أباعمار رجل في قمة التواضع والوداعة والبساطة من جهة , وشدة التدين والالتزام بالعبادات من جهة أخرى وهو ما عايشته مع عدد أخر من رواد حركة فتح الأوائل الذين كانوا يحرصون على رضاء الله كما يحرصون على تحقيق مطالب شعبهم .
استمر ياسر عرفات ( 1929-2004) مسلما متدينا ملتزما حتى أواخر حياته ، حينما كان يتركنا مجتمعين ككوادر أو أعضاء في التعبئة والتنظيم ويقيم صلاته بكل خشوع يخرجه من لحظات الصراع والنقاش الصاخب التي كانت تصاحب مثل هذه الاجتماعات .
ياسر عرفات المتدين الذي لم ينتم لأي تنظيم قبل فتح مطلقا، ومن هذه التنظيمات التي لم ينتمي لها كانت جماعة الإخوان المسلمين بينما انتمى لها رفاقه من زملاء الدراسة أو زملاء الجهاد والنضال أمثال سليم الزعنون ( أبوالأديب ) , صلاح خلف ( أبو إياد )، و عبد الفتاح حمود , وأبو يوسف النجار.
لم يكن ياسر عرفات بحاجة لحزب ديني لينير له طريق الخلاص أو ليرسم له طريق الحركة التي اختطها بنفسه فصنع تنظيمه الخاص، كما صنع تنظيمه عز الدين القسام (1882-1935) اللامنتمى لأي تنظيم أيضا .
كما كانت سمة عرفات التدين من خلال الحرص على الفرائض الدينية من صلاة وصوم وزكاة وحج كان زملاءه بنفس الحرص وان بنسب متفاوتة بحيث إن السمة الغالبة لحركة فتح – اقصد بقياداتها وكوادرها- كانت الالتزام الديني والخلقي حتى في فترات المد الشيوعي أو اليساري في صفوف فتح .
إن فتح التي انطلقت من بيئة الحضارة العربية الإسلامية لم تنسَ أنها وهي حركة التحرير الوطني تحرص على الأيمان بالله ، والأيمان بالمبادئ، والإيمان بالقضية حتى في المراحل التي انتقد فيها الكثير من أقطاب اليسار العبادات باعتبارها عبث أو عبء حياتي لا لزوم له .
في فتح كانت العبادات طقوس طبيعية مرتبطة بالشعب الفلسطيني الوطني القومي المسلم و لم تكن تطرفا ولم تكن تشددا ولم تكن تشدقا ومباهاة وإنما كانت وما زالت أمرا طبيعيا وبنسب مختلفة في مقدار الطاعة أو العبادة بحيث إن الاتهامات البائسة لقيادات أو رواد أو أعضاء الحركة بأنهم من العصاة أو غير المتدينين أو الخارجين عن الملة تصبح ضربا من التشويه الذي تكذبه حقيقة الأمر لكل من يحتك بمعظم كوادر الحركة . يقول الله تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) سورة البقرة) ، وحسب الآية الكريمة تجدون النتيجة للالتزام الديني عند الله لا عند العبيد من أصحاب الألسنة الحداد وسيوف الإرهاب للناس.
ولأذكر حادثة ثانية : فقبل اتفاق أوسلو بوقت قليل من عام 1993 ذهبت أنا والأخ لؤي عيسى سفيرنا في موريتانيا حاليا إلى مكتب الأخ أبومازن في تونس ودخلناه فإذا بالأخ (أبو مازن) يصلى فسألت الأخ لؤي هل الأخ أبو مازن ملتزم و مواظب على الصلاة على وقتها، حيث كنت أيامها أصلي بشكل متقطع قال: نعم , انه متدين ملتزم وهنا استغربت ذلك , لا سيما وشائعات وتهم أنه ( بهائي ) كانت وما زالت تلاحقه كما لاحقت الأخ صلاح خلف ( أبو إياد ) تهم إن أمه يهودية .
ناهيك عن إن كادر الحركة في الإقليم الذي كنت انتمى إليه في الخليج العربي قبل عملي في مكتب التعبئة والتنظيم في تونس كانوا جميعا من المتدينين المحافظين سواء المسيحيين منهم أو المسلمين بحيث اننى لم أجد صعوبة في التواصل مع معظم الكوادر-وكذلك الحال في معظم أقاليم الحركة-، رغم أكاذيب الكثير من قيادات تنظيمات حملت لواء الإسلام كما تقول واتهمت فيها فتح فكرا وقيادة وأعضاء بالبعد عن الدين الحنيف , فكنت وما زلت أضحك منهم في سري لتقوقعهم مأسورين في محيط أكاذيبهم التي يتغذون عليها وينتعشون، ويستقطبون من خلالها البسطاء من الشعب باتهام الآخرين في دينهم وعبادتهم التي وصلت في كثير من الأحيان إلى اتهامهم بالنفاق حتى حين يؤدون صلواتهم وكأنهم أوصياء على الدين ومسطرة القياس لمدى الالتزام الديني .
فتح والطائفية :
ربما يظن البعض أن لا علاقة بين التنظيم الوطني وبين الطائفية الدينية وبالتالي فلا فكرة من وراء العنوان.إلا أن الواقع يقول غير ذلك ، فحركة فتح كان لها موقف عملي واقعي من الطائفية أو المذهبية سواء في الإسلام أو في المسيحية وهو رفض المفهوم الطائفي الداعي للشرذمة أو الانغلاق أو الانحصار في بوتقة تجليات دينية تفرق ولا تقرب .
وبالطبع فان فتح حينما حملت ( البوتقة ) الوطنية اعتبرتها عامل جمع لكل الاختلافات الفكرية أو المذهبية حيث صنعت منها مزيجا موحدا يلهج بحب فلسطين ويسعى لتحريرها .
انتمى لحركة فتح من حملة الأفكار السياسية المختلفة الكثيرون، فمنهم من كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ومنهم البعثيين ومنهم القوميين ومنهم الماركسيين السابقين، وأعضاء أو قيادات سابقة من حزب التحرير وعلى رأسهم المفكر العروبي الفتحوي الكبير( خالد الحسن ) .
لقد انتمى لحركة فتح من الفلسطينيين والعرب من طائفة الموحدين ( الدروز ) ومن الشيعة اللبنانيين والعراقيين ومن الأرمن، ومن المسيحيين بالطبع وتقاسموا المكاتب والأفكار والخبز والعيش المشترك، ولم يجد أحد منهم ضررا في دينه أو مذهبه , ولم يثر أي منهم نزاعا ذو خلفية من هذا القبيل، ما لم تكن لتقبله حركة فتح مطلقاً فكانت وما زالت ترفض التحزب الطائفي والتشدد الديني والتطرف بكافة أشكاله .
لم يكن لأي من خلافات فتح أي بعد ديني أو مذهبي بمعنى أن يؤدي اجتهاد ديني ما لافتراق سياسي لان فتح اعتبرت الوطن والكفاح والتحرير هي الأهداف وهي الإطار الجامع , وجعلت من العمل عامل الربط ضمن وحدة الهدف والمرجعية , وحدة القرار والمسؤولية .
ويجدر الإشارة إلى أن الكاتب والباحث المصري د . محمد حمزة الذي الذي حضر المشاهد كلها في مسيرة الثورة والذي جاور الشهيد خليل الوزير ( أبو جهاد ) وكان من أركانه هو مسيحي قبطي ولم يؤثر فيه الانتماء لحركة فتح من الناحية الدينية، لان الإطار الجامع في فتح دوما كان النضال ومن اجل فلسطين , وكذلك الأمر مع اللبناني الشيعي عماد مغنيه بطل المعارك والحروب، وأيضا لم تخل فتح من انتماء عدد من أبناء الطائفة السامرية في نابلس , بل ومن اليهود الذين كان على رأسهم ممثل الحركة في الاشتراكية الدولية ( ايلان هاليفي ) .
لذلك قالت فتح وفي ظل المد الطائفي في المنطقة العربية حديثا وبروز نغمة السنة والشيعة ومذاهبها المختلفة قالت: أن النضال هو مذهب فتح لا تفرق فيه بين مسلم سني ومسلم شيعي خاصة بعد علو الصوت الموافق أو المعارض لحرب حزب الله ضد العدو الإسرائيلي عام 2006 , بل وقدمت حركة فتح دعما علنيا للنضال الوطني لحزب الله , ورافضة في ذات الوقت الطائفية المرتبطة بالقومية الشوفينية أو محاولات الدخول إلى جسد الأمة العربية لتغذيته من هذه الدولة أو تلك .
فتح والجذور الدينية
عندما كنا نلتقي بالشهيد صلاح خلف ( أبو إياد ) ( 1933- 1991) آو الشهيد خالد حسن ( أبو السعيد ) ( 1928- 1994) أو الأخ سليم الزعنون ( أبو الأديب ) من أعضاء اللجنة المركزية لحركة (فتح ) كانت الآيات القرآنية أو أبيات الشعر والأمثال الفلسطينية تعتبر من مقومات الاستشهادات في كلامهم وخطبهم لا سيما وان الثلاثة يتمتعون بقدرات خطابية ويتميزون في فن الحديث الذي نفترض بصاحبه ضمن مزايا أخرى أن يكون قادرا على استظهار الكثير من الاستشهادات.
إن استخدام القادة المذكورين للاستشهادات الإسلامية كانت مثيرة للطلاب وخاصة في ظل تنامي المد القومي أو الشيوعي، ولكن قيادات فتح لم تتخلص من عمقها الإيماني الإسلامي في أي من مراحل النضال حتى ان تهمة ( اليمين ) التي ألصقت بغالبية فتح كانت لأسباب تدين كوادرها وأعضائها وقيادتها منذ البدايات وحتى الآن من جهة ولأسباب العلاقات القوية مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية على اعتبار إنها كانت تمثل ( الرجعية ) لدى مفكري اليسار العربي والشيوعيين الفلسطيني .
إن الجذور الدينية لقيادة فتح عميقة الإيمان، كما هو شأن قاعدتها اليوم مؤمنة بلا ريب وبلا اتهامات سخيفة من محتكري الإيمان – فالكثير كانوا من المنتمين سابقا للإخوان المسلمين وتركوا هذا الحزب لانكفائه عن النضال ولجموده ولفهمه القاصر للأحداث ولعدم امتلاكه خطة عمل أو رؤية استراتيجية للأحداث وليس لأنه حزب الإيمان وهم كفروا، وعليه كان الأخوة (صلاح خلف , وكمال عدوان1935-1973 ،وأبو يوسف النجار1930-1973 , وسليم الزعنون والشيخ محمد أبو سردانه ومحمد غنيم"أبوماهر" ) من قيادات فتح الرائدة الذين تركوا جماعة الإخوان المسلمين , ولم يتخلوا عن بعدهم الإيماني حيث لا رابط بين الحزبية وإيمان المسلم ، فالإسلام أكبر من جميع الحركات والتنظيمات والأحزاب بحيث لا يستطيع أي منها أن يحتكر الإسلام أو الدين فيه .
كما ترك خالد الحسن (أبو السعيد) حزب التحرير واستفاد منه كما استفاد الآخرون من الإخوان المسلمين وشكلوا حركة ( فتح ) .
فتح الجذور الدينية إيمان بالله , وإيمان بالقضية والوطن، وجهاد وكفاح وإيمان بضرورة التضحية وإيمان بالنصر لا يتزعزع , فتح الجذور الدينية تأصيل للإسلام في النفوس والفكر والسلوك في بوتقة فهم ووعي جديد مثلته حركة فتح. وان لم تكن فتح لتميز بين صفوفها بين المسلم والمسيحي , بين السني والشيعي من بين العرب , بين الدرزي والآشوري فإنها تركت أمر الإيمان الديني المذهبي لصاحبه، وطالبته بجهده قياما وقعودا لصالح القضية وهو ذات الأمر الذي دعا زملاء الطالب ياسر عرفات -الذي لم يكن منتمي لأي تنظيم- لان يتمردوا على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمون إليها ويصرون أنهم سيرشحون وينتخبون ياسر عرفات رئيسا لاتحاد الطلاب (رابطة الطلاب في جامعة القاهرة عام 1952) لا مرشح الإخوان المسلمين غير الناشط ، وهذا ما كان .
فتح الجذور الدينية هي التي دعت الطالب الشاب خليل الوزير ( أبو جهاد ) ( 1935 – 1988م ) لان يتمرد على خمول الإخوان المسلمين وخيبتهم وبتبريراتهم غير المقنعة للانطواء ، ويشكل خلاياه المسلحة لوحده ويقوم بالعمل المسلح في الخمسينات فيما قيادته في الجماعة تناقش نوا قض الوضوء واستكانة حالها كما تناقش كيفية فصله .
إن فتح الجذور، وفتح اليوم تنظيم واحد يشكل تيار الوسطية السياسية في المحيط العربي الإسلامي ينهل من نبع هذه الحضارة , ولا يضره الأعشاب الضارة الكثيرة التي نبتت على جوانبه وفيه -في مراحل كثيرة- ويبقى ممثلا لفرسان العقل في تاريخنا وحضارتنا العربية والإسلامية .
فتح والقران المجيد :
دوما يتم التذكير بأن البيان الأول لحركة فتح قد تضمن إشارات إسلامية كما هو الحال مع قسم الإخلاص لفلسطين وهو قسم فتح حيث القسم بالله , وينتهي بالله على ما أقول شهيد، ناهيك عن الأصل الذي استمدت منه كلمة ( فتح ) إذ هو أصل ذو جذور قرآنية مستمد من الآيات القرآنية التي تتعامل مع معطيات الفتح ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ( وان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ولا جدال مطلقا بان مؤسسي الحركة قد تعمدوا أن ينبثق الاسم من عمق حضارتنا العربية الإسلامية ومن القرآن المجيد بالذات لما دهمت حركة فتح تيارات مختلفة خاصة في فترة السبعينيات حيث الإقتداء بالنموذج السوفيتي وخط اليسار الديمقراطي أو التيار الماوي أو التيار الفيتنامي إلا أن قلب الحركة ظل معلقا بالقرآن العظيم فلم تخلُ خطب ياسر عرفات أو صلاح خلف أو خالد الحسن أو خليل الوزير أو أبو يوسف النجار أو هاني الحسن أو محمد غنيم وغيرهم من قادة ومؤسسي وكوادر فتح حتى اليوم، لم تخلُ من الاستشهادات القرآنية ,كما لم تخلُ من استشهادات بالأحاديث الشريفة، وكذلك من الشعر العربي دلالة على طبيعة خلفية هؤلاء القادة الذين عكسوا أنفسهم روحا وفكرا ومسلكا على أجيال عديدة كانت تذهب لتنفذ عمليات استشهادية في المستوطنات باسم الله من اجل فلسطين.
أن فتح بوتقة جامعة لكل التيارات النضالية ، لا يضيرها أن يعتنق أي منتمي لها أية إيديولوجية ما دام يحمل بوصلة فلسطين في جيبه، وينبذ الحزبية، ويمارس كافة أشكال النضال ، ولكن مع ذلك ظلت فتح -وقلب فتح- معلق بالحضارة العربية الإسلامية ، ليرسم الفتحويون تاريخ فلسطين الحديث بحبل متين من الرؤية السياسية الواضحة والسلوك القويم المستمد من القرآن العظيم و من نموذج الإقتداء الأول وهو الرسول الكريم، وقد يقول قائل أننا رأينا غير ذلك في شخوص حول الرئيس الراحل القائد الرمز ياسر عرفات , أو قد يقول آخر أن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهداء العقاد
فتحاوي نصير
فتحاوي نصير
شهداء العقاد


المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

حركة فتح ومسالة الديانة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حركة فتح ومسالة الديانة   حركة فتح ومسالة الديانة Emptyالسبت فبراير 16, 2008 1:11 am

من كادرات فتح من أساء وفسق ومارس المجون أو انحرف مسلكيا ولا يمكن لنا أن ننكر قوله هذا , لان التنظيم الثوري - أي تنظيم ثوري- معرض للمحن و للابتلاء بمثل هذه الأشكال والنباتات الضارة التي طالما أشارت لها فتح تحت تصنيف الانتهازيين ولم تغطي عليهم بل أبرزتهم لتصبح شخوصهم محاطة بستار من الرفض الشخصي والجماعي، حتى لا يكون أي منهم نموذج قدوة، ما دام التخلص منهم يخضع في التنظيم - هنا المقصود أي تنظيم أيضا- لصيغة التوازنات التي كثير ما تضر, وكثير ما أدت لانشقاقات في التنظيمات الأيديولوجية ( مثل الأحزاب الشيوعية , والأحزاب والتنظيمات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين , والتنظيمات القومية وعلى رأسها حزب البعث ) وفي فتح عام 1983.
إن الفرسان، أبناء فتح، رجال العقل في خضم الحضارة العربية الإسلامية وفي الساحة التنظيمية الفلسطينية التي لا ترفض الآخر أو تدير له الظهر بل تقتحم عقله وتضع مكوناته تحت مجهر البحث العقلي لتنتزع منه أفضل عناصره تماما كما فعل علماء المسلمين، العلماء الكبار من الفلاسفة الأفذاذ الذين ترجموا أو اطلعوا واستفادوا من الفلسفة الإغريقية من أرسطو وأفلاطون وسقراط وغيرهم , أمثال أبو بكر الرازي وابن سينا وابن خلدون وابن رشد والفارابي والكندي والعشرات غيرهم .
لذلك اقتحمت فتح عقول التجارب الثورية الأخرى مسلحة بإيمان أصحاب الحضارة ونسجت على منوال الثورة الجزائرية ( 1954 -1962) ، واستفادت من التجربة الكوبية والكورية والفيتنامية والصينية والروسية . وحديثا من تجارب الأحزاب الاشتراكية خاصة في النرويج والسويد وجنوب إفريقيا وألمانيا .
لقد فعل القرآن الكريم فعله في نفوس المؤمنين والمسلمين في كافة أنحاء العالم , فكيف لا يكون له ذات التأثير في نفوس الفلسطينيين المنتمين لحركة فتح في فلسطين، وهم جلّهم محافظين متدينين،وهي ذات السمة المميزة للشعب الفلسطيني بعمومه .
يقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت) فرجال الفتح مجاهدون في الله والوطن ولله عليهم هداية السبيل .
كل خطابات الرئيس الراحل ياسر عرفات وشعاراته، ولاحقا الرئيس محمود عباس (أبومازن) لم تخلُ أبدا من النهل من القران الكريم والحديث الشريف في توجيه صريح منه لضرورة التمسك بالجذور وتعميق الإيمان بالله وبالنصر ( وما النصر إلا من عند الله ) حتى أن كتائب شهداء الأقصى عندما أعلنت بيانها الأول في العام 2001 ربطت كافة أجزاءه وفقراتة بحبل وثيق من القرآن الكريم .
فتح والجماعة الدينية :
لم تطرح حركة فتح نفسها كجماعة دينية بل تنظيما ثوريا سياسيا والفرق بين التنظيم أو الحزب السياسي وبين الجماعة الدينية أن الحزب يسعى للوصول للسلطة في الدولة والجماعة الدينية ليس من أهدافها ذلك بل تعتبر أن بناء الفرد والجماعة عقائديا هو الأساس وهذا التفريق هو ما طرحه الرئيس الخالد جمال عبد الناصر على جماعة الإخوان المسلمين عام 1954 ليختاروا كونهم ( جماعة ) لا ( حزبا ) فينجون من قرار حل الأحزاب .
ورغم أن جماعة أو حزب الإخوان المسلمين قد مارسوا لا حقا الدورين معا، إلا أن الحكومة المصرية ما زالت تتعامل مع الإخوان المسلمين كجماعة وكذلك الحال في الأردن حيث تشكل على هامش الجماعة الدينية ، تنظيمات سياسية مثل ( جبهة العمل الإسلامي ) في الأردن وحركة ( حماس ) في فلسطين لتستطيع هذه الأحزاب أو التنظيمات أن تخوض معترك السياسية .
في حقيقة الأمر فلقد دمجت جماعة الإخوان المسلمين بين كونها جماعة وكونها تنظيما سياسيا (حزبا) فقست على أعضائها وخلطت بين المقدس الثابت والمتغير الإنساني وحدت من إمكانية التفكير وحاربت الرأي الأخر ولم تقبل النقد ولجأت للتشويه والاتهام والشتم والقتل كما حصل في غزة ، وبكلام أوضح أن الجماعة الدينية من الصعب أن تتحول إلى تنظيم ( حزب ) سياسي ديمقراطي .
إذن فتح وهي الممثلة للتيار الوسطي الديمقراطي في مسار الحضارة العربية الإسلامية لم تطرح نفسها جماعة دينية ولا حزبا سياسيا بل حركة ثورية تغييرية هدفها فلسطين وهذا ما ميزها في محيطها عن الشعارات الكبيرة الفارغة التي سادت فترة نشوئها وعادت اليوم تلك التي تنادي – دون وعي أو فعل أو رؤيا - بالوحدة العربية أو الوحدة الإسلامية أو الخلافة أو الدولة الإسلامية وبشكل ميكانيكي غير واعي لحقيقة المتغيرات وفي الناس ولحقيقة المعادلات السياسية والعوامل البيئية.
ولان فتح تيار الوسطية فهي تضم كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني بلا تفرقة في الدين أو المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو المجتمعي .
فتح و المسيحية
حتى زواجه مثل مناسبة للوحدة الوطنية , فكما أحاط نفسه بعدد من المستشارين المسيحيين إقتداء بالناصر صلاح الدين فان الشهيد الرمز ياسر عرفات جعل من زواجه مناسبة يرسل من خلاله رسالة تؤكد على وحدة الشعب بطوائفه ومذاهبه فكان مما قاله في احتفال على الغداء في بيت الصمود في تونس: إن المسلم الجيد هو المسيحي الجيد , ويؤكد على مبدأ التسامح وعلى أخوة أصحاب الأديان الثلاثة التوحيدية .
لم يكن ياسر عرفات ليترك مهرجانا أو لقاء أو اجتماعا جماهيريا إلا وجعل من الصورة تضم شيخ مسلم وخوري مسيحي، بنفس حرصه على أبراز صوره مع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وخاصة فترات احتدام الخلاف السياسي.
بل وعندما يذكر القدس وأهميتها فانه كان يظهر قداستها لدى المسيحيين والمسلمين مشددا على أسبقية المسيحيين لسبب أسبقية وجدوهم على أرض فلسطين. ولم يترك ياسر عرفات أي احتفال مسيحي إلا وشارك فيه وداوم مع نشوء السلطة الفلسطينية على المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد بتواريخها المختلفة لدى الطوائف المسيحية في بيت لحم وغيرها .
ولمن يذكر مكتب الرئيس عرفات في المقاطعة في رام الله فانه كان يحتفظ إلى شماله بصورة ذات إطار للعهدة العمرية التي أعطى فيها الخليفة العادل عمر بن الخطاب الأمان للمسيحيين في البلاد بعد فتحها وتظهيرها من الرومان المحتلين .
كما ضم مكتبه عدة نسخ من القران الكريم، ضم الإنجيل وعدد من الهدايا التي تضم رموزا إسلامية أو مسيحية أو يهودية .هكذا كانت الحال والتعامل بين ياسر عرفات والمسيحية والمسيحيين الذين كان يستمع لهم ويقدرهم كثيرا، فهم أبناء شعبه. ويستشيط غضبا إن تعرضوا لأي مظلمة، وعلى هذا المنوال كانت سياسة حركة فتح الداخلية فلم تفرق مطلقا في الحقوق والواجبات بين أي عضو وآخر بغض النظر عن فكره أو عقيدته حيث لم يذكر انه طوال مسيرة الثورة تعرض أحد لإساءة بسبب معتقداته الدينية مسلما كان أو مسيحيا .
فتح والأخلاق والقدوة :
رواد فتح ذوي الأصول المختلفة : قومية , إخوان مسلمين , بعثية , حزب تحرير كانوا أصحاب قضية وكانوا رعاة الشعب، وكانوا حفنة من الرجال المؤمنين، حتى اليساريين منهم الذين انضموا للحركة متأخرين تميزوا بسمات جعلت الإقتداء بهم واجبا .
أن القانون الأول الذي رعته فتح هو قانون المحبة والذي أصبح المفتاح الرئيس لحل أي خلافات في ظل التنوع والثراء الفكري , ومارس الفتحويون شظف العيش وكابدوا المحن والابتلاءات في المخيمات والكهوف والمعسكرات وأثناء المواجهات مع العدو حيث كانت التضحية والشهادة مجالا للتسابق بين الفدائيين واستمرت فتح تحمل خلق التضحية والشهادة وكرستها عندما أطلقت الانتفاضة الثانية عام 2000 والتي فيها أعادت افتتاح العمليات العسكرية ضد العدو تلك المستلهمة من نماذج العمليات في السبعينيات في القرن العشرين، إذن: خلق محبة وتضحية وصبر على البلاء وخشونة أصبحت مضربا للمثل.
تعد المناسبات الاجتماعية في حركة فتح مدخلا لتوطيد العلاقات مع الجماهير فلا يكاد فرح أو عزاء أو عيادة مريض أو احتفال يمر إلا وقيادة فتح وكوادرها في مقدمة الحضور يتحلون بخلق المشاركة والتواصل وان ( سيد الناس خادمهم ) .
خالد الحسن المفكر العروبي الإسلامي المعروف من قيادات فتح كان معلما لا يكاد يفلت فرصة دون أن يقدم أجوبته على تساؤلات عديدة تطرق الباب في عقل القاعدة الفتحوية , وكان نموذجا للمحاور المثقف المفكر الذي يحترم الاختلاف ويحض على النقد والإبداع معا .
وكذلك كان كمال عدوان من مثقفي الحركة ورموزها الأوائل، وما خرج صخر حبش أو محمد غنيم ( أبو ماهر ) عن هذه القاعدة أي أن يكون قدوة في العلم والثقافة والتعلم وبالتالي السلوك المتزن المرتبط بذلك .
(أبو علي إياد 1935-1971 ) المقاتل الشرس الفدائي الخشن وابن الحركة الملتزم بهذه الشخصية العسكرية والتي ماثله فيها فارس الفرسان سعد صايل ( أبو الوليد ) ( 1932 – 1982) لاحقا كانت تشكل في بدايات الثورة وفترتها الذهبية أبان العنفوان الثوري رادعا لكل من ثمل من كاس الثورة فتهاون أو تطرف , وأصبحت عصاة أبوعلي إياد وبالا على كل من أسرف على نفسه ما يذكر بدرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما عن دماثة الخلق والأدب الجم والتواضع والصدق فلك أن تنهل من نبع أمير الشهداء خليل الوزير أبو جهاد القدوة في الحرب والقدوة في السلم وهو الذي لم تفارق عينيه خريطة فلسطين ولا يده المسدس الذي اعتبر فوهته طريق فلسطين، وكذلك كان صلاح خلف ( أبو إياد ) الرجل الثاني في حركة فتح الذي امتلك إضافة لما سبق قدرات الخطابة وفن الحديث المؤثر الذي كان يجعل من المخالف مطواعا وموافقا , ومن المتيقن في حالة من التشكك تعيده ليفكر في موقفة مرارا وتكرارا .
لقد كان القادة الشهداء ممن ذكرنا ومن المئات ممن لم نذكر نماذج للعطاء والصدق والتواضع والاحترام والمحبة والعمل الدءوب والإيمان الصادق بالله وبانتصار القضية ما جعلهم كالنجوم بأيهم اقتديتم أهديتم كما قال رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم عن صحابته الكرام .
فتح والوطنية :
إن كان لفتح أن تكتب سفر التاريخ الفلسطيني فلها أن تفتخر إنها أعادت القضية لأصحابها، وجمعتهم تحت مظلة الوطنية. صهرت اختلافاتهم العقائدية الفكرية والأيديولوجية على قاعدة أن فلسطين هي الغراء اللاصق وان فلسطين أولا هي البوصلة وان فلسطين هي الهدف وبالتالي فان فلسطين أولا ولها الأولوية .
لقد عاش الفلسطينيون بعد النكبة عام 1948 في جو من اليأس والإحباط والقلق والتوتر الدائم , في رغبة جامحة للخلاص من الوضع اليأس , وشوق للعمل فتخاطفتهم التنظيمات السياسية التي كانت تفترش الفضاء السياسي آنذاك وهي الكتل الثلاث الكبرى : القومية و الإخوان المسلمين و الشيوعية. ولما كان الخلاص يحتاج لمسار يتبع فقد وجد الكثيرون خلاصهم هنا وهناك .
لقد كان الخلاص الذي طرحته هذه الكتل : في العام لا الخاص , في الكبيرة لا الصغيرة، في الحلم لا الواقع , في المأمول لا المقدور عليه , في استدعاء التاريخ لا تغيير الواقع , في التثبت بالماورائيات والخزعبلات أحيانا , في مناداة التواريخ والأسماء والأرقام وتطويع ما لا يمكن ليفتح نافذة أمل في العقل وان كان بأسلوب غير عقلاني فظهرت الشعارات الكبيرة : تلك الجذابة والخلابة التي تدغدغ العواطف , وتدغدغ الرغبة في العمل والخلاص من مثل: وحدة حرية اشتراكية أو أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، أو إقامة الدولة الإسلامية أو إحياء الخلافة الإسلامية وبعثها من العظام الرميم أو المناداة بوحدة الطبقة العاملة في العالم لتحقيق الشيوعية .
عاش الفلسطينيون – وعادوا يعيشون اليوم – بين فكاك الوهم والتخلص من كدر الواقع بالأحلام، إلى أن جاءت فتح – وما زالت – لتمثل العقلانية في محيط الأوهام وتمثل العمل في معرض المزايدات , وتمثل الطريق بين الأنهج المسدودة حيث ( الوطنية ) مجال ارتباط الكل بفلسطين وعبر الكيانية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.
كثيرا ما أشبه حالة رواد فتح عندما أطلقوا دعوتهم الوطنية بين التيارات الفكرية الكبرى التي تنادى بالكل والشامل والكثير وبلا عقلانية أو رؤيا حقيقية تربط الإمكانيات بالفرص المتاحة والأهداف أشبهها بفتاة في بيت متحرر غير منضبط قررت فجأة أن تتحجب، أو العكس بيت ملتزم كل أفراده يحافظون على المناسك وقررت ابنتهم أن تنزع حجابها ؟! فكيف يا ترى ترون ردة الفعل من أهل هذه الفتاة ؟ بالطبع هي ردة فعل غاضبة ورافضة ومدينة قد تشتد إلى حد الاتهام، والنبذ. وهكذا كان الحال مع فتح في ظل التيارات الكبرى عندما اخترعت الوطنية النضالية لتعبر في مسلكها الاجتماعي عن الوسطية فلا تهاون ولا تشدد وكما هو حالها اليوم في ظل تشدد بلا أمل , أو تهاون يودي بالقضية .
لم تكن المسألة الدينية أو الإسلام مرفوضا في مفهوم الوطنية ولكن أدعياء الإسلام حاربوا فتح وسخروا منها واتهموها بأنها ذات أفكار ( وطنجية ) وكذا القوميين ( قومجية ) بحيث لا يكاد يخلو تراث الحركات التي تدعى احتكار الإسلام من اتهام لفتح بالكفر لأنها وطنية؟؟! إلى أن انقلبت حركة الإخوان المسلمين على نفسها من خلال ( حماس ) التي اعتبرت نفسها تنظيما وطنيا بعد الخروج من حالة الشلل والموات إلى دائرة العمل عام 1988 .
لقد مرت الوطنية كفكرة فتحوية من مرحلة الاستهجان والرفض من قبل التيارات الفكرية الكبرى إلى مرحلة اعتبارها قابلة للتفكير والتأمل اثر انتصارات الحركة السياسية المتواصلة إلى المرحلة الثالثة باعتبارها مقبولة لا تتناقض والقومية ولا تناقض مع الشيوعية ولا تتناقض مع الإسلام .
فتح والعلمانية :
في زمن الدفاع عن فكر فتح يجد المرء نفسه في مواجهة فتح والعلمانية. ففي حين لا تفهم الدول الأوربية التدخل الديني في شؤون الدولة ضمن قاعدة ( ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) وخاصة بعد الثورة على الكنيسة من قبل ( مارتن لوثر ) فان التنظيمات الاسلاموية التي تستغل الدين , وتحتكر الصواب وترفض الرأي الأخر بحجة قدسية المذهب والتنظيم والأشخاص ، ترى في ذاتها الفرقة الناجية أما غيرها بمعنى من يخالفها سياسيا فهو إما يساري أو علماني وبالتالي كافر على اعتبار أن العلمانية في منظور هؤلاء تمثل تعريفا وحيدا هو فصل الدين عن الدولة في نسخ للتجارب والمفاهيم عن الآخرين لا يمثل حقيقة الواقع.
قبل أن نغوص في التفاصيل نقر أن حركة فتح تنظيم سياسي ثوري نضالي وليس جماعة دينية , وهي حركة تحرر وطني , ومؤسسة ديمقراطية تسعى لدولة تضم كافة الأديان وهذا ما طرحته فتح منذ العام 1968 وهي بذلك لم تضمّن أي من أدبياتها أية إشارة إلى أن حركة فتح حركة علمانية لا من قريب ولا من بعيد , رغم قصور لتعريفات وعدم صحة نقل التجارب وعكسها من مجتمع إلى الأخر .
قال ياسر عرفات لصحيفة الجمهورية القاهرية (6 كانون ثاني 1970) : (إن مشروعنا يتمثل في إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، ولكننا لم ندعُ إلى إقامة دولة علمانية. لقد أشارت الكاتبة الفرنسية آنيا فرانكوس في كتابها"الفلسطينيون" إلى أن الثورة هي التي طرحت شعار الدولة العلمانية. وبرأيي أن هذا تحريف للتعبير الديمقراطي الذي نعتقد به) وفي السنوات التالية تبنى عرفات -وفتح ومنظمة التحرير وكافة الفصائل بما فيها التي خارج المنظمة- الدولة الديمقراطية في حدود 1967 إلا أن عرفات ظل يتمنى إقامة دولة ديمقراطية على كل الأرض الفلسطينية تتم إقامتها سلميا (أمنون كابليوك، عرفات الذي لا يقهر، وزارة الثقافة، رام الله، 2005 في صفحة 93.
أن العلمانية نتاج مجتمع أخر وتجربة أخرى وحضارة أخرى، نتاج زمن كانت الكنيسة تعادي فيه العقل والمنطق والعلم وتهيمن على المصائر وتتحكم بالملوك والأراضي، وتفرض فكرتها المطلقة المقدسة إلى درجة إنها صنعت من نفسها وسيطا للرب فبدأت بتوزيع ( صكوك الغفران ) وهي ما خالفها فيها وغيرها المصلح المسيحي ( مارتن لوثر ) ( 1483 - 1046 ) حينما علق على باب كنيسته في ألمانيا 95 ردا مناهضا لأحقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شهداء العقاد
فتحاوي نصير
فتحاوي نصير
شهداء العقاد


المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 15/02/2008

حركة فتح ومسالة الديانة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حركة فتح ومسالة الديانة   حركة فتح ومسالة الديانة Emptyالسبت فبراير 16, 2008 1:11 am

الكنيسة في الغفران , وما لحق ذلك من ثورات نادت بالحرية والمساواة والعدالة ضد سلطة الكنيسة الدنيوية ، ضد سلطتها على العقل والعلم. لذلك كان معنى فصل الدين ( الكنيسة ) عن الدولة ( السياسية والعقل والعلم ) منطقيا برؤية المصلحين .
إذن فالعلمانية كحركة ارتبطت بالعالم كفكرة تحرر وتنوير عقلي، و بالعلم ضد الجهل، وبالنور ضد ظلام الهيمنة الفكرية الكنسية، ما لم يكن موجودا في تاريخ حضارتنا العربية الإسلامية التي أخذت ما شاءت من فكر وثقافة الفلاسفة اليونان والفرس والرومان دون خوف، ولم تحرّم كلامهم، وطورت وأبدعت بمعنى أن الحركة الفكرية والعلمية الإسلامية كانت مصانة. بل وكانت الممالك والسلطنات الإسلامية والعربية تحض عليها وتسمح بالتعددية وحرية الفكر والمناظرة.
لذلك فالمفهوم مختلف بين أصل العلمانية وتطور المصطلح ليفهم منه فقط المعاداة للدين أو فصل الدين عن الدولة كما تروج له التنظيمات الاسلاموية لتستبدل حرية الفكر المقصودة، بالهيمنة الفكرية المقصورة عليها .
إن تعريف المفكر الكبير خالد الحسن للعلمانية هو أنها فكرة احترام العقل والعلم لذلك فالمصطلح مأخوذ أصلا من ( علم ) وبالتالي فلا صلة بين التعريف الشائع وبين الفهم في فتح للمصطلح . وان كان هناك من كوادر في الحركة يتعاملون مع المصطلح في العلاقات الخارجية فهو من واقع الفهم الأوربي للمصطلح وبما لا يخرج عن فهم خالد الحسن لهذه الكلمة .
أن فتح تعتبر أن الدين الإسلامي هو دين غالبية الفلسطينيين لذلك فان القرآن الكريم وأحكام الإسلام هي كما يقرر الدستور في فلسطين والدول العربية والإسلامية من أهم مصادر التشريع مع الاستفادة من تطورات الحياة وإبداعات العقل الإنساني بما لا يتعارض مع صريح النص وبذلك تكون فتح هي حركة المسلمين وهي حركة المسيحيين , أي إنها حركة كافة الوطنين من كافة المذاهب بلا تعصب أعمى وبلا تفريط ، لذلك تخيب سهام المتهمين للمؤمنين المحافظين في حركة فتح بالكفر أو الإلحاد أو التفريط أو الردة مما ظهر في خطابات جهلة الأئمة في المساجد أولئك الذين لا يفكون الخط، ويخطئون في قراءة القران وفي الإعراب ويتصدون للإفتاء الضال، وتصنيف الناس واتهامهم .
فتح والرسول الأكرم محمد ( ص ) :
عندما عرضنا خطتنا المتجددة لبناء الكادر الحركي عام 2005 كان لنا لقاء مع الأخ اللواء نصر يوسف تلاه أخر مع الأخ رفيق النتشة والأول عضو لجنة مركزية والثاني عضو لجنة مركزية سابق، وكان مما أكدا عليه هو ضرورة الاستلهام من تجربة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر الرسالة (الاستقطاب) وفي التخطيط و الإدارة وفي القيادة .
أن محمدا عليه الصلاة والسلام كنموذج ( للخلق العظيم ) وكنموذج لكل الشمائل كان دوما في حركة فتح مفتاح الهدى وسفينة النجاة , كما كان القدوة الأصل التي يتغذى منها الكادر الفتحوي من كافة فئات الشعب , كما هو حال كل مسلم ملتزم في العالم , وكما هو حال كل مؤمن أو منصف من غير المسلمين .
إن نبي الهداية كقدوة يجرى على لسان أبناء فتح بأحاديثه كما يجرى القرآن , ويتم الاستشهاد بالحديث كما هو الحال مع الاستشهاد بالقران الكريم كما أسلفنا , هذا إذا أضفنا لكل ذلك حسن الاستشهادات بالشعر العربي والسير والتراث وما هو ضروري من تجارب الشعوب الثورية التي تجعل من الخلفية الثقافية للكادر الفتحوي أصيلة ثابتة ومرنة ومنفتحة ومتسامحة، لا تعرف الحقد أو التعصب ولا تعرف الكراهية أو الشطط مما نراه في تنظيمات احتكرت الإسلام عن الآخرين وعلّبته في قوالبها , واعتبرت الإيمان وصفة سرية لهم وحدهم , وخبأت النبي عليه السلام عن أعين الناس وأغلقت أبواب الجنة عمن سواها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin



المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 14/02/2008
العمر : 31
الموقع : https://shohdaaqad.yoo7.com

حركة فتح ومسالة الديانة Empty
مُساهمةموضوع: رد: حركة فتح ومسالة الديانة   حركة فتح ومسالة الديانة Emptyالسبت فبراير 16, 2008 1:11 am

نتمنى منك أن تواصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shohdaaqad.yoo7.com
 
حركة فتح ومسالة الديانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
shohdaaqad :: القسم الرئيسي :: الشريعة والحياة-
انتقل الى: